JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

غلاء، بطالة، غياب المسكن: العنوسة تؤرق الشباب المغربي




أخبارنا المغربية
تثير ظاهرة العنوسة جدلا كبيرا في المجتمع المغربي في وقت تشير فيه بعض الدراسات إلى أن نسبة الشباب العازفين عن الزواج تتجاوز خمسين بالمئة. وفيما يحذر الخبراء من تفاقم هذه الظاهرة وأثرها السلبي على المجتمع المغربي، يجد البعض عدد كبيرا من الأسباب التي تؤدي إليها منها غلاء المهور وتكاليف الزفاف والسكن والشروط القاسية التي يفرضها أهل الفتاة على الخاطب وغيرها. ويرى عمر (27 عاما) أن الأوضاع الاقتصادية هي "السبب الرئيسي الذي يمنع الشاب من الزواج، ويجعله يتردد ويفكر قبل الإقدام على هذه الخطوة، هذا إن فكر فيها أصلا، لهذا تفاقمت العنوسة بين الفتيات".
ويضيف لصحيفة : "ربما ذلك راجع إلى تكاليف العرس والتبذير في الأفراح، وعدم قدرة الشباب في ظل أزمة السكن وارتفاع الأثمان الصاروخية للشقق مع وجود البطالة".
وتشكو مريم (31 عاما) من نظرة المجتمع القاسية تجاه الفتاة العانس "زيادة على سوء الظن في الفتاة، التي فاتها قطار الزواج، كما لها تأثير كبير ليس على الفتاة العانس فقط، وإنما على أسرتها، وأيضا المحيط الأسري الذي تعيش فيه، وتصبح أسيرة الأقاويل والتساؤلات".
وتفسر التأخر في الزواج إلى أن "بعض الشباب يفضلون تأخير الزواج ليتمتعوا بفترة طويلة من حياة العزوبية، خاصة في ظل الحياة العصرية والحرية المتوفرة، التي تساعده على تلبية مبتغاه".
وتضيف "في الغالب، يكون الخوف على الإقدام على هذه الخطوة، لما لها من المسؤوليات، بعدما تعود على حياة سهلة يعيشها بكل حرية، ويستمتع بها دون محاسبة أحد، أو يطالبه بالتزامات ومسؤوليات، فالشباب ينظرون إلى الزواج على أنه قيد وعبء يحرمهم من حياتهم".
وتشير إحدى الدراسات أن هناك شريحة واسعة من المغربيات يقاطعن الزواج بشكل طوعي لتفضيلهن العيش باستقلالية مالية ومعنوية، وتؤكد أن نسبة العازبين من الشباب المغربي تصل إلى 54 بالمئة، منها 60 بالمئة من الذكور و40 بالمئة من الإناث.
ويؤكد الباحث مصطفى الناصري لصحيفة أن مشكلة العنوسة "لا تكمن بالضرورة في غلاء المعيشة والبطالة ومشكلة السكن، وإنما يتعلق الأمر بالدرجة الأولى بهذه الفوضى الجنسية، وهذه الإباحية المقيتة التي اجتاحت بلادنا، حيث نال الكل بغيته من الشهوات من غير حاجة إلى مهر وتكاليف حياة، أو حمل وإرضاع ورعاية الأطفال".
غير أن مصطفى (35 عاما) يرى أن الشاب إذا توفرت له الإمكانيات لن يتأخر عن الزواج "لأنه استقرار وسنة الحياة، لكن بحكم الظروف الاقتصادية وبحكم الصعوبات، التي يصادفها في الحياة، فإنه لا يقدم على هذه الخطوة، خوفا أولا من اصطدامه بالرفض من قبل أسرة الفتاة، وثانيا، من عدم قدرته على تحمل المسؤولية، والوفاء بالتزاماته".
ويضيف "لا أنكر أن هناك شبابا يمتنعون عن الزواج برغبتهم، رغم وجود الإمكانيات، وهي حالات استثنائية. وما يساهم في تزايد العنوسة هو تعقد الحياة، وأيضا البحث عن عمل بعد التخرج لتأمين المستقبل، وهم لا يدرون أن السنوات تمضي سريعا".
ويتابع "من جانب آخر نلاحظ التصورات والفرضيات، التي ترسمها الفتيات لفارس أحلامهن المنتظر، والمتكامل الأوصاف، وبالتالي، يرفضن كل من لا تتوفر فيها المعايير المرسومة في خيالهن، زيادة على غلاء المهر وتكاليف الزواج، ما يؤدي إلى ضياع الفرص منهن".
ويدعو الدكتور عادل بنشعبوشي (اختصاصي في أمراض النساء) إلى ضرورة إعادة الاعتبار لمؤسسة الزواج، وتهذيب سلوكات هؤلاء الشباب "الذين تشوهت أفكارهم بفعل الاختلاط بين الجنسين وإطلاق العنان للخلوة بلا حدود ولا رادع، مع وضع حد لظاهرة التبرج بين الفتيات في المدرسة والشارع بدعوى الحرية والتقدم".
ويضيف أن "كثيرا من الشباب يعمدون إلى التسكع في الشوارع وفي مراكز التسوق جريا وراء إشباع رغباتهم الجنسية بطرق غير شرعية، وهو الأمر الذي يقلل من اندفاع الشباب نحو الزواج، معللين ذلك بعدم أهليتهم واستطاعتهم تحمل المسؤولية، علما أن هناك شباب تجدهم يركبون سيارات فخمة ويضعون عليها عدة هواتف نقالة، وعندما تسألهم عن الزواج يقولون لك لا نستطيع".
وحول استفحال ظاهرة العنوسة، ذكر بنشعبوشي أن المشكلة منتشرة في كل مناطق المملكة، و"هي ترجع، إذا ما استثنينا ما سبق ذكره، إلى تفشي حالات الطلاق التي أضحت تولد شعورا بالخوف لدى الفتاة، وأرغمت الأسر على التأني والتريث في اختيار الزوج المناسب لبناتها، دون الاهتمام بالتقدم في العمر".
ويرى أن الإعلام أصبح يلعب دورا سلبيا في إضراب الفتاة عن الزواج "بتقديمه لمشاهد الخيانة الزوجية وانهيار الأسرة وما تعانيه الزوجة بعد ذلك من مشاكل".
الاسمبريد إلكترونيرسالة