JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

'الأضحية'.. مغاربة يشترون العجول للتباهي وآخرون يقترضون أو يستعطفون


الدار البيضاء - خديجة الفتحي

إذا كانت بعض الأسر المغربية تواجه صعوبات حادة في تدبير نفقات أضحية العيد، فإن أسرا أخرى مهووسة بشراء عجل بدل كبش، بمقابل مالي يغطي مصاريف ثلاثة أكباش جيدة، وهي ظاهرة برزت في السنوات الأخيرة، وغالبا ما يكون منطلق أصحابها التباهي، بحسب مراقبين.

أضحية باطلة


محمد بن ساسي، إطار مسؤول بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية، في تصريحه لـ "العربية نت"، يرى أن التضحية بالعجول جائزة شرعا، ويمكن أن تكون بالإبل أو الماعز، مشيرا إلى أن صحابيا جليلا سبق وأن ضحى بديك.

وقال بن ساسي، بأنه لا مانع في أن يضحي المرء بعجل في إطار الوقاية الصحية، لكون الأغنام تتوفر على نسبة مرتفعة من الدهون، كما يمكن تبعا له، أن تشترك ست أو سبع أسر في ذبح عجل كأضحية للعيد، لأن هذا ثابت وجائز، مؤكدا على أن الأضحية سنة واجبة في حق القادر عليها، فالرسول صلى الله عليه وسلم ضحى بكبش وبآخر للأمة، بحسب ما قال بن ساسي.

واعتبر أن الأضحية تعد باطلة حين يكون منطلقها المزايدات والتباهي أمام الناس، مستعرضا قوله تعالى: " قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين".

وأبرز بأن الأبعاد الدينية والسامية للأضحية ليس هو استهلاك اللحم، فهذا متوفر حسبه خارج هذه المناسبة، لكن هناك غايات أخرى من هذه السنة الحميدة وهي التقرب من الله، الذي أراد منها سبحانه وتعالى اختبار إيمان المسلم والتصدق بثلتها ، لكن للأسف يقول محمد بن ساسي، أصبحت إكراهات العرف هي الضاغطة وانعدمت قيم الثقة والتآزر ما بين الأقارب والجيران وغاب التكافل بسبب غياب الأعمال بأخلاق الدين.

عملية تجارية


وفي ظل تراجع قيم التكافل، تختار فئات عريضة من المواطنين اللجوء إلى القروض البنكية أو بيع بعض الأثاث المنزلي لتغطية مصاريف الأضحية، هذا فيما تطرق فئات أخرى أبواب المحسنين أو الجمعيات الخيرية.

في هذا السياق يقول محمد نعيم، رئيس جمعية "رحاب التنمية" في تصريح لـ"العربية نت"، بأن جمعيته ترفض التعامل مع كل من يطرق بابها من أجل المساعدة في هذا الإطار، وذلك من باب الاحتراز من بعض الأفراد الذين قد يحولون المساعدات إلى عملية تجارية، بلجوئهم إلى أكثر من جمعية للحصول من كل واحدة منها على أضحية، مضيفا، بأنه ولتلافي مثل هذه السلوكيات الانتهازية، تسجل الجمعية التي يرأسها، هواتف وعناوين الراغبين في الحصول على المساعدة، لتقوم بعدها برصد وضعيتهم الاجتماعية للتأكد منها، معتمدة في ذلك على شبكة مكونة من أعضاء الجمعية والمتعاطفين معها والتي تركز بالدرجة الأولى، حسبه، على الفئات المعوزة التي تخجل أن تمد يدها للغير ولو كانت بها خصاصة، لتقدم لهم المساعدات في إطار السترة، مشيرا إلى أن المستفيدين من الجمعية لا يطلبن الإعانة رغم أن بعضهم في أمس الحاجة إليها، وبالتالي فالمبادرة تأتي حسبه من الجمعية بعد الاستفسار عن أحوالهم من طرف الزملاء.

وأضاف نعيم بأن دور جمعيته بهذه المناسبة، لا ينحصر فقط في باب المساعدات، بل تسعى إلى المساهمة في معالجة بعض الظواهر السلبية التي تبرز في هكذا مناسبة، بدعوة بعض خطباء المجالس العلمية للمملكة، لتوعية وتحسيس الناس والمنخرطين بأن الإسلام دين سمح وأن التكلف واعتماد القروض أو اللجوء الى بيع أغراض المنزل من أجل اقتناء خروف الأضحية يتناقض ومبادئ الدين الحنيف، وبذلك فهو يرى أن انتقال الجمعية في أنشطتها من الفقه الديني إلى فقه المعاملات، له مفعول إيجابي، لأن الخطاب الديني حسبه، له قوة التأثير في تغيير سلوكيات الناس ويصل بسرعة كبيرة.

وأعرب نعيم، عن أسفه، في كون العديد من مظاهر الاستهلاك لم تعد ترتبط بالحاجة الإنسانية، بقدر ما أصبحت موضة للتباهي أمام الجيران والأقارب وأن مناسبات الأعياد لم تسلم هي الأخرى في نظره من ذلك، حيث تصبح مثل هذه المناسبات عند البعض مجرد طقوس خالية المضمون والجوهر، مع أن العيد في رأيه، هو مناسبة لتقوية أواصر الصلة والتعاون والتضحية والإباء و غيرها من القيم الأصيلة.
الاسمبريد إلكترونيرسالة