JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

هل يُخْضِع مبديع رقاب الموظفين لمقصلة أحزاب الحكومة؟

هل يُخْضِع مبديع رقاب الموظفين لمقصلة أحزاب الحكومة؟

هسبريس- محمد بلقاسم
الأحد 19 يوليوز 2015

أثار مشروع المرسوم الذي أعدته وزارة الوظيفة العمومية وتحديث الإدارة، والهادف إلى إعادة انتشار أزيد من 125 ألف من موظفي الدولة، المنتمين للأطر المشتركة بين الوزارات، جدلا في الأوساط النقابية والسياسة والقانونية، وذلك بسبب التأويلات التي أعطيت له.

وينص المشروع على صيغتين لإعادة انتشار الموظفين بالإدارات والمؤسسات العمومية، الأولى تتم فيها الحركية بناء على إرادة الموظفين، فيما تقوم الصيغة الثانية بناء على إرادة الإدارة نفسها، مقترحا "أن تتم عملية نقل الموظفين إلى إداراتهم الجديدة ابتداء من فاتح يناير من كل سنة بناء على استنتاجات تتم بعد دراسة ومقارنة العرض والطلب المعبر عنهما، قبل فاتح أبريل من كل سنة".

ادعيدعة: سلاح للانتقام من النقابيين

وفي الوقت الذي عبرت فيه النقابات من مخاوفها من أن يتحول المشروع لسلاح بغاية انتقام رؤساء الإدارات العمومية، من الموظفين المنتمين نقابيا، أو بسبب الخلافات السياسية معهم، خرج محمد ادعيدعة رئيس الفريق الفدرالي بمجلس المستشارين، ليحذر الحكومة من الانعكاسات السلبية لهذا المشروع على السلم الاجتماعي.

وحذر دعيدعة، في تصريحات لهسبريس، من استعمال هذا المرسوم من طرف المسؤولين عن الإدارة ضد الموظفين المخالفين لها سياسية ونقابيا، مؤكدا أنه سيفتح باب الشطط في استعمال السلطة، الأمر الذي سيخلق مزيدا من التوتر الاجتماعي في الإدارات" على حد تعبيره.

واستغرب المسؤول النقابي ذاته من كون الحكومة جاءت بمرسوم يعد فوق قانون، النظام الأساسي للوظيفة العمومية، معتبرا أنه سيضرب الاستقرار الوظيفي والاجتماعي للموظفين، وهو ما يخالف مقتضيات النظام الأساسي.

وأوضح دعيدعة أنه بالرغم من التضخم الكبير المسجل على مستوى عدد من الإدارات اليوم، لكن مصير الموظفين يجب أن يدبر بنوع من التشاركية، داعيا إلى إشراك الفرقاء الاجتماعيين، لأنه إذا تم المصادقة عليه يعد تراجعا خطيرا يكرس السلطة التقديرية للإدارة، وتم اتخاذه دون إشراك الهيئات النقابية، خلافا لما تم الاتفاق عليه في إحدى جلسات الحوار الاجتماعي.

ماء العنين: الاستقرار الاجتماعي والنفسي للموظفين

من جهتها أوضحت آمنة ماء العنين، عضو المجلس الوطني للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، أن المرسوم ينص على إمكانية نقل الموظفين وإعادة تعيينهم، وله ايجابيات على مستوى حكامة تدبير الموارد البشرية، وفعالية الإدارة، وفتح آفاق جديدة أمام الموظفين.

لكن الإشكال الذي يثير العديد من التخوفات، حسب القيادية في الذراع النقابية لحزب العدالة والتنمية، "هو تدبير عملية النقل التلقائي، التي لا تتم بناء على طلب الموظف"، مشيرة "أن هذا الأمر في ظل وجود نظام تحفيزي هزيل، لأنه يقتصر على أجرة ثلاثة أشهر، كما أن اللجان الثنائية الممثلة للموظفين، لن يتجاوز الأمر استشارتها، ولن يكون لرفضها تأثير على قرار النقل".

"التخوفات تنصب أساسا في المس بالاستقرار الاجتماعي والنفسي، وكذا المادي للموظفين، خاصة أن الإدارات والجماعات هي التي سيعهد لها تحديد لائحة الموظفين المراد نقلهم"، تقول ماء العنين التي أكدت أن هذا التنفيذ الذي يأتي قبل أن تبث لجنة مختصة في الطلبات سيفتح المجال أمام إمكانية الانتقام من موظفين، بعينهم أو تحديد الحاجيات وفق مصلحة آخرين يرغبون في الالتحاق بإدارات جديدة".

ودعت إلى "التريث قبل اعتماد مشروع المرسوم، وتوسيع الاستشارة مع النقابات، وإحاطة عملية النقل بكافة الضمانات التي تحمي حقوق الموظف"، مشددة على ضرورة "تحفيز الموظف على الحركية بدل إرغامه على تغيير مسار حياته ومسار أسرته وفق اعتبارات لا علاقة له بها".

وتابعت ذات النقابية الإسلامية بأن "النقل التلقائي سيمس بحقوق الموظفين المادية، حيث يستقرون في مناطق بعينها، ويمتلكون فيها مساكن بقروض طويلة، مما سيصعب إمكانية الكراء، أو الاقتناء من جديد".
الاسمبريد إلكترونيرسالة