JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

مُهاجر مغربي يسائل بلمختار حول "إجهاض" مشروع تربويٍّ

مُهاجر مغربي يسائل بلمختار حول "إجهاض" مشروع تربويٍّ


الجمعة 28 غشت 2015

بعد رجوعه من السعودية، حاملاً معه حلم مشروع مؤسسة تربوية "نموذجية" في الصويرة، لم يكن يعلم الشاب المغربي يوسف المريح، أن أولى خطوات مشروعه ستسير في منحى "الإجهاض"، كما يسميها، خاصّة بعد أن شرع منذ عام 2012 في وضع طلبات الترخيص انتهت بقرار الإغلاق قبل أشهر.. وهو القرار الذي دفعه إلى التوجه برسالة إلى وزير التربية الوطنية رشيد بلمختار يطالبه فيها بالتدخل العاجل.

تبدأ قصة يوسف، كما يرويها لهسبريس، حين تقدم عام 2012 بطلب إلى الجهات المعنية لأجل الترخيص له بفتح مؤسسة تحمل اسم "الرحمة للتعليم المدرسي الخصوصي"، تشمل مرحلتي التعليم الأولي والابتدائي، حيث أعطت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين المهني بجهة مراكش تانسيفت الحوز، موافقتها المبدئية في يونيو 2013، على أن الترخيص النهائي "لن يسلم إلا بعد استيفاء الشروط والمواصفات والمقاييس المحددة".



يقول المستثمر المغربي إنه توصل بعد جولات ماراطونية بالبلدية بالترخيص شهر ماي سنة 2014 من الجهات المختصة، "موافقة على التصميم الذي يضم 11 مؤسسة معنية ومختصة"، مضيفا أنه أودع في فاتح يونيو من السنة ذاتها ملفا جديداً لدى الأكاديمية الجهوية "لكنها لم تُمكّن لجنة معاينة تابعة لها قبل افتتاح الموسم الدراسي في الآجال القانونية"، موضحا أنه وبعد حلول شهر شتنبر "منحتني الأكاديمية إذناً وترخيصا شفويّا بفتح المدرسة إلى حين التوصل بوثيقة إدارية ترخص لذلك".

متاعب يوسف مع الجهات المسؤولة في الصويرة، بدأت مع انطلاق باب التسجيل الخاص بمؤسسته خلال العام الدراسي الماضي، واكبه إبرام عقود عمل مع أطر تربوية وعاملة، يقول أن عددها بلغ 10 غالبيتها من متزوجات مجازات "لديهن أسر ومن بينهن أجنبيات أيضا"، مضيفا أن الموسم الدراسي استمر حوالي ثلاث أشهر، "إلا أن حلت لجنة من الأكاديمية الجهوية يوم 24 نونبر 2014 بالمؤسسة التعليمية على أساس تسليم الترخيص النهائي".

يستطرد المهاجر المغربي بالقول إنه تفاجأ بزيارة ميدانية تحمل قراراً بالرفض بتاريخ 11 دجنبر 2014، تتوفر هسبريس على نسخة منه، يحمل عبارة "الإغلاق الفوري لمشروع المؤسسة"، دون أن تحمل أسباب مكتوبة "تبقى أسباباً واهية وشكلية وجد بسيطة ولا تتعلق بالجانب الأمني أو السلامة الصحية"، موردا أن عددا من رجال السلطة ورئيس مصلحة الحياة المدرسية توسطوا بينه وبين آباء وأولياء التلاميذ، "تم إلحاقهم بمدارس مختلفة بالصويرة إلى حين إجراء التعديلات الجديدة".



يتابع يوسف أنه سارع إلى إنجاز تلك التعديلات في مدة لم تتجاوز الأسبوع، "أودعتُ الملف المعدل مجددا لدى الأكاديمية الجهوية بمراكش في أبريل من السنة الماضية.. لأتوصل بمراسلة تفيد بأن باحة الساحة المخصصة للاستراحة غير كافية وأن التصميم المرخص الذي حظي بموافقة جميع الجهات المختصة تم رفضه.. فلماذا لم يتم ذكر الملاحظة هذه خلال المعاينة الميدانية التي قامت بها نفس اللجنة سابقا".

إصرار يوسف على حلمه بعد دخول للمغرب قادما من السعودية، دفعه إلى الاستمرار في تسديد قروضه البنكية شهريا، وكذا لضرائب سنوية، إلى جانب أداء واجبات الأطر العاملة التي سبق وتعاقد معها، مضيفا أنه تعرض لخسائر وصفها بالجسيمة "بسبب الحرب القذرة التي تشنها بعض الأطراف حتى يتم إجهاض المشروع واحتكار الوسط التعليمي" على حد تعبيره.

مطالب للوزير بلمختار

في آخر مراسلة وجهها يوسف قبل أيام إلى مدير الأكاديمية الجهوية يوضح خلالها الملاحظات التي بثتها الجهات المعنية، والتي تهم "كون التصميم المدلى به في ملف التراخيص لا يطابق التصميم المدلى به في ملف الموافقة المبدئية"، و"عدم كفاية ساحة الاستراحة" و"استغلال المرافق المتواجدة بالسطح كسكن وإضافة أدراج ولوجية لسطح البناية"، طالب من جديد منحه ترخيص المؤسسة قبل أواخر شهر غشت "لافتتاح التسجيل.. لأنه وبعد هذا التاريخ يسجل الناس في مؤسسات أخرى وتضيع عني السنة الدراسية".

وتوجه يوسف بمطلبه إلى وزير التربية الوطنية والتكوين المهنين بضرورة التدخل في ملفه، معتبرا أن الأخير تشوبه "أمور مثيرة للريبة" من طرف الجهات المسؤولة، "لها معنى وجواب واحد هو ألا تفتح مؤسسة الرحمة أبوابها.. رغم أني تلقيت سابقا وعدا من السيد المدير الجهوي للأكاديمية بحلّ الإشكال في أقرب وقت ممكن لكن لسوء حظي تزامن ذلك مع عطلته السنوية"، فيما لم يُخفِ التحركات الإيجابية لمسؤولين بالنيابة الإقليمية بالصويرة من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه.. حيث قام السيد النائب الإقليمي بزيارة خاصة للمؤسسة وأعجب بمرافقها".

يتحدث يوسف قائلا "أنا شاب صويري مقاول وحاصل أيضا على العديد من الدبلومات ولم أسلك طريق الاحتجاج.. بل وجدت الحل في إقامة هذا المشروع لتستفيد منه أيضا الأطر المجازة"، متأسفا كون عرقلة مشروعه يأتي "في الوقت الذي يعطي فيه صاحب الجلالة تعليماته السامية بتشجيع قطاع التعليم كقاطرة للتنمية الوطنية وتشجيع الشباب على خلق فرص شغل.. لكن هناك أطراف تعمل ما في وسعها من أجل إجهاض أي مشروع طموح".
هسبريس - طارق بنهدا
الاسمبريد إلكترونيرسالة