JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

اتصالات المغرب لا ترحــــــــب بكــــــــــم

اتصالات المغرب لا ترحب بكم 

 بقلم : رمزي صوفيا 
جريدة الاسبوع الصحفي 

كثرت الشكاوى والتدمر من شركة اتصالات المغرب، التي كان شعارها الخطابي اتصالات المغرب ترحب بكم، فصار من الضروري اليوم تغييره حتى يتناسب مع حالة الاستياء من خدماتها، فيصبح تحت عبارة:اتصالات المغرب لا ترحب بكم 
 بحساب بسيط نقارن من خلاله بين مكاسب هذه الشركة وبين خدماتها، سنجد البون شاسع وشاسع جدا، حيث تحصد ملايين الدراهم في كل شهر مقابل خدمات مهينة لزبنائها حتى أبعد الحدود حالات كثيرة لا تعد ولا تحصى يعبر فيها الناس عن شعورهم بالغبن والاستهتار بمصالحهم من طرف اتصالات المغرب، منها عندما يتصل شخص مثلا بشخص آخر فيجد هاتفه مشغولا طيلة الوقت، كما حدث لطبيب صديق مؤخرا قال لي بأن عددا كبيرا من الأصدقاء والزبناء الذين يتصلون به فيجدون رقمه مشغولا، ليل نهار، في حين أن هاتفه يظل صامتا بدون رنين خلال تلك الأوقات التي قالوا له بأنهم اتصلوا به فيها. لذلك اضطر للاتفاق مع مرضاه على الاتصال به في الرقم الثابت للعيادة. 
 وقد وقع لي هذا الأمر الغريب شخصيا حيث يتصل بي الناس عدة مرات فترد عليهم المخاطبة الآلية قائلة لهم: الرقم الذي تطلبونه مشغول، المرجو الاتصال لاحقا، في حين أنني لم أكن أتحدث بهاتفي في تلك اللحظة، بل هناك صديق من المستثمرين العرب قال لي وهو في قمة الغضب بأنه اتفق مع مستثمر آخر على صفقة كبيرة. وفي الغد اتصل به الرجل لتحديد موعد جديد للقاء بينهما، فقالت له المخاطبة الآلية: الرقم الذي تطلبونه غير موجود، فاستغرب الرجل من ذلك وغضب من صديقي، معتقدا أنه كان بصدد النصب عليه، والسبب هي اتصالات المغرب. أما سيدة أعرفها فقد تعرضت لشيء لا يمكنها نسيانه، حيث دخلت ذات يوم إلى محل من محلات التعبئة وإنجاز معاملات اتصالات المغرب، فاستفسرت الفتاة التي كانت هناك حول طريقة الاشتراك، فاستدرجتها الفتاة حتى حصلت منها على نسخة من بطاقة تعريفها الوطنية مؤكدة لها بأن الاشتراك يتطلب إجراءات منها تقديم شهادة السكنى، فقالت لها السيدة بأنها ستفكر في الأمر، وفي الغد فوجئت بصوت مخاطبة آلية تقول لها: اتصالات المغرب ترحب بكم بين زبناء جوال الحرية . ففهمت بأنها كانت ضحية من ضحايا اتصالات المغرب، حيث واجهت الفتاة فقالت لها بأن إبرام عقد له قواعد قانونية لم تعمل بها اتصالات المغرب، ولكن مع من تحكي ولمن تشتكي، فقد قضي الأمر وصار لزاما عليها دفع مبلغ 2250 درهما إذا أرادت التخلص من ذلك الاشتراك مع فقدان رقمها الذي عرفها معارفها به وتصرفات أخرى لا تعد ولا تحصى تسدد من خلالها اتصالات المغرب ضرباتها القوية لجيوب الناس. وعلى ذكر الجيوب فإن فواتير مكالمات اتصالات المغرب تعتبر من أغلى ما يوجد في هذا المجال عالميا، بل إنها أغلى حتى من شركات الاتصالات الهاتفية في الدول النفطية. فمثلا نجد دقيقة واحدة من الاتصال بتونس تكلف مبلغ 10 دراهم، وهذا مبلغ مبالغ فيه إلى أبعد الحدود، مع العلم أن أكثر من تسعين في المائة من الإخوان المغاربة الذين يستعملون خطوط اتصالات المغرب هم من الفئات المتوسطة والفقيرة. 
 هذا من جهة أما الكارثة الثانية فتتعلق بصبيب الأنترنيت حيث عمدت اتصالات المغرب إلى استعمال طريقة غريبة مع زبناء هذا المجال الذين صاروا يعدون بالملايين، وذلك بتحديد كمية يومية معينة لا ينتبه لها الزبون، حتى تطير، فيصبح الصبيب بطيئا جدا في انتظار اليوم الموالي. هذا مع العلم أن أداء المبلغ الشهري هو حسب العقد المبرم مع الزبون مقابل خدمات شهر كامل وليس مقابل كمية محددة من الصبيب. 
 إن المطلوب اليوم من مسؤولي هذه الشركة أن ينتبهوا للجانب الإنساني في التعاطي مع الزبناء الذين وصل عددهم لملايين المواطنين والمقيمين. المطلوب من اتصالات المغرب هو تخفيض تسعيرة مكالماتها سواء الوطنية أو الخارجية وجعلها منسجمة بشكل أكثر مع القدرة الشرائية السائدة في المغرب، والمطلوب منها التعامل مع زبنائها بطرق أفضل والتفكير في المصالح الاقتصادية لزبنائها الذين يوجد من بينهم مستثمرين تضيع عليهم صفقات كبيرة بسبب تعامل اتصالات المغرب مع مصالحهم سواء في مجال المكالمات أو الأنترنيت. 
 إني أعرف السيد عبد السلام أحيزون الرئيس المدير العام لاتصالات المغرب منذ مطلع حياته العملية عندما كان العقل المدبر لنجاح قطاع البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية وكان من خيرة الذين عملوا على تطوير مجال التواصل في المغرب بطريقة سابقة لأوانها. وأعرف أن السيد أحيزون لا يكل ولا يمل من تتبع تحيينات وتطورات هذا الميدان باحثا عن كل ما يفيد وطنه ويساهم في النهضة القريبة من الثورة المعلوماتية في المغرب خاصة مع الانتشار الهائل لثقافة التواصل المعلوماتي بين المغاربة وغير المغاربة لدى الجيل الجديد وحتى الأجيال المسنة. لهذا فإني أطلب منه أخذ ملاحظات وشكاوى زبناء اتصالات المغرب بعين الاعتبار خاصة وأن اتصالات المغرب تعتبر اليوم من أغنى الشركات القابضة في المغرب مما سيجعل تخفيض الفواتير الهاتفية بدون أي تأثير على الشركة بل إنه سيشجع الآلاف على التعاقد للاشتراك مع الشركة بواسطة خطوط جديدة. كما أطلب منه العمل على توسيع الشبكة الهاتفية حتى تستوعب كل هذا الزخم من مكالمات الزبناء التي تتداخل في الكثير من الأحيان. وأطلب منه في نهاية الأمر، فتح تحقيق ميداني حول الاختلالات المتزايدة التي تتعلق بانتهاك سرية معلومات زبناء شركته، حيث يتلقى الكثيرون رسائل نصية من شركات ومن خواص بدون إذن مسبق. وأقول له في نهاية الأمر بأن قيامه بالعمل على تحسين كل خدمات اتصالات المغرب سيجعل اسمه خالدا في هذا المجال، حيث سيحظى بتقدير واحترام الناس. ولا يدوم للإنسان سوى ما قدم من خيرات باقيات.
الاسمبريد إلكترونيرسالة