في سياق مواكبتها لتطورات الساحة التعليمية وخاصة مع صدورا لمخطط ألاستعجالي الاجهازي على حقوق ومكتسبات أبناءنا ومعه الشغيلة التعليمية والراغب واضعوه في جعل المدرسة العمومية مرفقا لتنامي ممارسات الرأسمالية المتوحشة التي تجعل من العاملين في القطاع مجرد عمال مياومين بدون حقوق.. في هدا السياق قامت الفدرالية الإقليمية انزكان آيت ملول لجمعية أمهات وآباء وأولياء التلاميذ بشراكة مع النيابة ومؤسسة الشرق الأدنى بتنظيم يوم دراسي في موضوع جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ والحياة المدرسية أية أدوار لأية رهانات ؟ودلك يوم 27/12/2008 بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة وقد حضره عدد هام من الفاعلين الجمعويين والمهتمين بحقل التربية والتعليم .ويأتي هدا اليوم الدراسي انطلاقا من مقاربة التدبير ألتشاركي كفلسفة ومنهج لتدبير القضايا التربوية بالمغرب مرتكزين على ثقافة الديمقراطية بإشراك كافة مكونات المجتمع المدرسي ودلك كمحاولة أساسها جعل جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ قوة اقتراحية وتعبوية بهدف النهوض بالحياة المدرسية لتلبية حاجات الأفراد والمجتمع في مختلف مجالات التنمية المستدامة وتوسيع مكتسبات البناء الديمقراطي الحداثي وتعزيز قدرات المدرسة العمومية وتحسين مرد وديتها وجعلها متفاعلة مع محيطها قادرة على منح الجميع تعليما جيدا مناسبا لحاجات التنمية الحقيقية محافظا على تكافئ الفرص في ولوج عالم الشغل .
لقد كان هدا اللقاء مناسبة للتشاور وتقديم التصريحات الكفيلة بالارتقاء بأدوار جمعيات امهات وآباء وأولياء التلاميذ للنهوض بالحياة المدرسية انطلاقا من مقاربة تشاركيه’ ولهدا الغرض فقد تم تشخيص واقع الجمعيات في إطار محاولة لإيجاد آليات تمكننا من تجاوز النواقص والاختلالات مع العمل على نشر ثقافة جديدة للتواصل بين مختلف المتدخلين في الحياة المدرسية وبالتالي الانتقال من ثقافة الوصاية والتعليمات والأوامر إلى ثقافة الإشراك والمسؤولية وتضافر الجهود من أجل عمل جماعي فعال يحمي المدرسة العمومية من الزوال.
لقد انصب العمل خلال هدا اليوم الدراسي ومن خلال عمل الو رشات على أربعة محاور أساسية :
1. الورشة الأولى : وهي من تنشيط الأستاذ محمد بدني انصب النقاش خلالها على تشخيص واقع الجمعيات ( الاختلالات التنظيمية وعلاقة المؤسسة التربوية بالأسرة والمحيط بالإضافة إلى الخوض في مسألة التحديات والاكراهات مع رسم آفاق العمل وأشكال تطويره ) .
2. الورشة الثانية : تنشيط رئيس الفدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلامذة بالمغرب السيد محمد كنوش وقد تناولت هده الورشة مسألة التنشيط التربوي وتفعيل أدوار الجمعيات في الحياة المدرسية.
3. الورشة الثالثة:من تنشيط الدكتور أحمد بيجي وقد تناولت موضوع الجمعيات بين الإطار القانوني وتحديات التأهيل (الرسالة والوظائف ’الحدود ومتطلبات التأهيل ).
4. الورشة الرابعة :من تنشيط الأستاذ الحسن منتصر وقد انصبت أشغالها على السلطة التربوية ورهانات التأهيل نحو بديل تشاركي متعاقد ديمكقراطي مواطن مع جمعيات الآباء وأمهات وأولياء التلاميد .
وقد خرجت هده الورشات بتوصيات هامة سيتم صياغتها فيما بعد لتصبح ورقة عمل أو خارطة طريق تمكن الجمعيات للخروج من صورتها النمطية وتمنحها قدرة على التخطيط الجيد مع التوفر على تقنيات ومنهجيات تدبير المشاريع بشكل يتلائم مع اتفاقيات حقوق الطفل وتؤهلها لتصبح أداتا من أدوات الدفاع عن المدرسة العمومية المغربية وتساهم في بناء مسار حقيقي لمغرب التربية الحديثة والمواطنة الحقيقية .