JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->

المنظومة التربوية والسلوك المدني

المنظومة التربوية والسلوك المدني

للتفكير في موضوع السلوك المدني أهمية كبرى بالنظر لعلاقته العضوية بمنظومات القيم من جهة وبتطور المجتمعات وبدرجات الوعي بمكانة الأفراد وموقع المؤسسات داخلها ، وبنوعية العلاقات التي تربط فيما بينهم من جهة، كما تعتبر تنمية السلوك المدني الحاجة إلى ترسيخ علاقة واضحة وواعية فيما بينهم وبين مؤسسات المجتمع ومؤسسات الدولة، تنبني على احترام الحقوق والواجبات الدينية والقانونية والأخلاقية...
ومن خلال تجربتي المتواضعة في الحقل التعليمي، أرى أن السلوك المدني يستمد وجهاته من العوامل التالية :
1 – عامل كوني يتجلى في تطور المجتمعات والحضارات الإنسانية.
2 – عامل محلي يظهر في التحول الإجتماعي الذي أفرزه التطور التاريخي للمجتمع المغربي
3 – عامل تربوي يتجلى في دور وأهمية المدرسة في تنمية السلوك المدني كمؤشر على الوعي بالحقوق والواجبات.
عموما تعتبر المؤسسة التعليمية بمفهومها الواسع ، من أقوى المؤسسات الإجتماعية التي تعمل على تكوين السلوك الإجتماعي لدى الافراد قصد تأهيلهم للقيام بالوظائف الاجتاعية الاساسية ، وهي بذلك تسهم إلى جانب التنظيمات الاجتماعية الاخرى في تدبير وتنظيم الشأن العام والجانب العلائقي والتواصلي بين مكونات المجتمع،وفق ظوابط وقواعد وموجهات وإطارات مرجعية، تعكس الخصوصيات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لكل مجتمع. وفي هذا المجال يظهر موقع المدرسة في التربية النظامية وغير النظامية دورها الأساسي باعتبار الإمكانات الهائلة التي توفرها على مستوى تعليم المهارات وتنمية الكفايات والقدرات وتدبير العلاقات وتنظيمها داخل الحجرات الدراسية عبر المناهج أو في الفضاء المدرسي، فهي مجال للعمل وللتعاون والتفاهم والتسامح واحترام الآخر. ورغم أهمية الدور الذي تلعبه مؤسسات التربية والتكوين ، فإن فعالية أدوارها تظل مرتبطة بالزمن المدرسي من جهة وولوج مؤسسات منافسة مفتوحة من جهة أخرى، فالمدرسة وحدها لاتملك القدرة السحرية على تكوين المواطن ولايمكنها أن ترفع التحديات. لذا تبقى المؤسسات الاجتماعية الأخرى(الأسرة،دور الشباب، وسائل الإعلام ،أحزاب سياسية) كل حسب موقعه الخاص في حياة الفرد. وتبقى تجربة المدرسة المغربية في مجال التربية على الحقوق والمواطنة كمساهمة في تنمية السلوك المدني لدى المتمدرسين ولدى مختلف الفاعلين التربويين الذين يقاسمونهم حياتهم المدرسية، وقد حدث هذا التحول بفعل متطلبات إصلاح منظومة التربية والتكوين من خلال الميثاق الوطني .
المراسل: أحمد خولالي أكزناي رئيس مكتب الإتصال بنيابة التعليم الفحص أنجرة ولاية طنجة
الاسمبريد إلكترونيرسالة