JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

آخر صيحة في أساليب التدريس بالمناطق النائية بزاكورة: معلم واحد يدرس تلاميذ ست مستويات في قسم واحد

آخر صيحة في أساليب التدريس بالمناطق النائية بزاكورة معلم واحد يدرس تلاميذ ست مستويات في قسم واحد
تكشف وضعية تمدرس العديد من التلاميذ في السلك الابتدائي بالمدارس الكائن مقرها بمنطقة تمكروت وتزارين والنقوب وغيرها، تلك التابعة لنيابة زاكورة، عن آخر صيحة في إصلاح المنظومة التربوية التي تبنتها وزارة التربية الوطنية، بعدما لوحظ حسب شكاوي مجموعة من المواطنين خرق واضح للقوانين المعمول بها في عملية التحصيل المعرفي.
حيث تعمل ذات المؤسسات التربوية على الإستناد لطريقة بيداغوجية لم يسبق وأن شهدتها المدرسة الحديثة منذ نشأتها، بل لم نشهدها حتى في الطرق التقليدية المعتمدة في المساجد لتحفيظ القرآن الكريم. إذ يضطر معلم واحد إلى تدريس تلاميذ المستوى الأول والثاني والثالث والرابع والخامس والسادس ابتدائي معا وفي الوقت ذاته، وهو ما يخالف التشريعات المعمول بها في هذا الجانب.
وقد أثارت هذه الحادثة غير "التربوية" حفيظة العديد من أولياء التلاميذ وممثلي نقابات القطاع الذين عبروا عن استيائهم وتذمرهم الكبيرين من هذه الطريقة المستحدثة، مبدين استغرابهم حول "الكيفية التي تم من خلالها الإتفاق على خلط تلاميذ التحقوا بمقاعد الدراسة لأول مرة في حياتهم بتلاميذ آخرين أكبرهم سنا، ويمتلكون تجربة معرفية أكثر منهم"، وهو ما اعتبروه "تلاعبا صريحا بمستقبل الأجيال الصاعدة"، خاصة وأن الفئة المستهدفة من قبل ذات المؤسسة التربوية هي "فئة تتطلب تكفلا خاصا، خاصة وأنها تلج عالم العلم والمعرفة لأول مرة"، وهو ما يُشكّل عرقلة لمسارهم التعليمي، كما أن أولياء التلاميذ "لا يستطيعون إلا هضم مبررات الادارة كيفما كانت طبيعتها حرصا على تعليم أبنائهم"، والذي قد يأتي في مقدمتها نقص في الأقسام مع ظاهرة الاكتظاظ التي تعتبر إحدى أهم النقاط السوداء التي تنغص على مسؤولي التربية الوطنية يومياتهم مع كل دخول مدرسي، وإن كان هذا المبرر حسب ما كشفت عنه مصادر من داخل النيابة يمكن أن يشكل حجة لدى القائمين على القطاع من منطق "الله غالب"، فكيف يمكن تفسير من جانب آخر، وجود معلم واحد يدرس لست مستويات في نفس الوقت بمقررات ومناهج تدريس تختلف حسب كل طور، إلا إذا كان مشكل التأطير البيداغوجي يشكل هو الآخر عائقا لدى المعنيين، وهو ما يكذبه الواقع المعاش الذي لا يزال يحتضن عشرات بل مئات الطلبة من خريجي الجامعة المغربية الذين لا يزالون يصرخون ويناشدون الجهات الوصية بتوفير مناصب عمل تمكنهم من الحفاظ على بصيص من الأمل في مستقبل لا يزال مجهولا لدى العديد منهم.
هذا ولا يتوقف الأمر عند المدرسة الإبتدائية بتمكروت، بل إن صدى هذه الكارثة التربوية المستقبلية امتد ليصل للعديد من المناطق النائية (14 قسم مشترك على الأقل يضم ست مستويات وما يقارب 200 قسم يضم ثلاث مستويات فأكثر قسم يضم حسب احصائيات النيابة) بإقليم زاكورة، وهو ما كشفت عنه أوساط محلية بالمنطقة الواقعة في الجنوب الشرقي للبلاد، حيث يدرس تلاميذ من مختلف أطوار التعليم الابتدائي في قسم واحد.

محمد بدر البقالي الحاجي/ زاكورة
الاسمبريد إلكترونيرسالة