بركان الاحتجاجات بجهة سوس ماسة درعة يبلغ ذروته في نهاية الموسم الدراسي الأول من المخطط الاستعجالي.
في تصعيد خطير للنقابات التعليمية الاربع بجهة سوس ماسة درعة( النقابة الوطنية للتعليم كدش، النقابة الوطنية للتعليم فدش، الجامعة الوطنية لموظفي التعليم اوشم والجامعة الحرة للتعليم اعشم ، أعلنت هذه الأخيرة عن خوض برنامج نضالي تصاعدي وغير مسبوق بدء من "..اضراب لمدة 24 ساعة يوم السبت 29 ماي 2010، مرفوقا بمسيرة احتجاجية ستنطلق في نفس اليوم من امام مبنى الاكاديمية الى مقاطعة كافة الامتحانات الاشهادية (حراسة، كتابة وتصحيح..) ومرورا باضراب لمدة 48 ساعة يومي 14 و15 يونيو 2010 انتهاء بقافلة الغضب نحو مدينة الرباط يوم 15 يونيو 2010 بمشاركة جميع اقاليم الجهة...." حسب بيان للنقابات المحتجة ،نتوفر على نسخة منه، احتجاجا على ".. استمرار الإدارة المركزية في تعنتها وتجاهلها لمطالب الشغيلة التعليمية ومحاولة الإجهاز على مكتسباتها وحقوقها.. و من خلال خيبة آمال الشغيلة التعليمية من النتائج الصادمة للجان التحقيق والافتحاص والتفتيش المركزي والتي خلفت استياء وتذمرا عميقين في نفوسها ، والتي زادت من تازيم الوضع التعليمي بالجهة...واستنكارا لنهج الوزارة الوصية سياسة الكيل بمكيالين في تعاملها مع مطالب الشغيلة، وكذا استخفافها بالإطارات النقابية الأربع ولجوئها إلى الحلول الجزئية من أجل ذر الرماد في العيون.. حسب ذات البيان،..
فحسب النقابات التعليمية المحتجة فان لجان الافتحاص لم تعمل على الاصلاح والتخليق ووضع حد للاحتقان التربوي المزمن بالجهة بل لجات ".. الى الحلول السياسوية الجزئية والمستفزة ارضاء لأطراف مقربة من بعض أعضاء هذه اللجن.. والتغاضي عن مسؤولين موالين متورطين في الفساد الاداري والمالي بالحجة والدليل والذين لم تطلهم الى حد الساعة أية محاسبة حقيقية،..بحثا عن الحلقة الاضعف من حديثي العهد بالمسؤولية لاستنطاقهم لساعات،، حسب بيان النقابات دائما، والذي أدانت من خلاله استمرار لوبي الفساد في مواقع المسؤولية بالاكاديمية ونيابات الجهة، منددة، النقابات، بمكافأة بعض المعفيين من مهامهم، عوض محاسبتهم على الخروقات والتجاوزات التي تبثت ضدهم، عبر اسنادهم مسؤوليات جديدة في اطار صفقة غامضة.... ومستهجنة تملص نواب الوزارة بالجهة من تنفيذ الاتفاقات المبرمة على المستوى الإقليمي والجهوي والمركزي، خصوصا على صعيد نيابات زاكورة وورزازات وأكادير إداوتنان وانزكان ايت ملول .. والأكاديمية، وعدم التزام اللجان الوزارية الحياد والموضوعية، وانحيازها المكشوف والمفضوح لجهات معينة، مما أفقدها مصداقيتها..
وكانت جهة سوس ماسة درعة قد عرفت احتقانا وتوترا منذ مطلع السنة الدراسية الحالية والذي ترجم الى اضرابات اقليمية وجهوية كان ابرزها الاضراب المفتوح الذي دعت اليه النقابات التعليمية بنيابة التعليم بزاكورة والذي استنفر لجنة وزارية ونقابية لوضع حد للوضع المتازم، والاعتصام المفتوح لمكاتب النقابات التعليمية بمكتب النائب الاقليمي بورزازات،والذي توج باضراب جهوي ووقفة احتجاجية أمام مقر انعقاد المجلس الاداري للاكاديمية بورزازات يوم 28 دجنبر 2009، واضرابات هنا وهناك بباقي النيابات والجهة ككل توج بتوقيع محاضر مشتركة لم تر النور تطبيقا لحدود الساعة، حسب مصادر نقابية مما ايقض بركان الاحتجاجات من جديد مع نهاية الموسم الدراسي وقرب الامتحانات الاشهادية.
وهذا وتعرف الجهة بشساعتها و نياباتها التسعة عدة اختلالات عميقة أثرت بشكل سلبي على السير العادي للدراسة، من سوء التدبير الاداري والتربوي والمالي و من خصاص مهول في الأطر التعليمية تفاقم معه الهدر المدرسي وحقق ارقاما قياسية في زمن مدرسة وجيل النجاح، خصوصا بنيابات التعليم بزاكورة وورزازات والتي لازالت تعاني من نزيف الأطر لحد الساعة، والذي لم تنفع معه كافة التدابير الترقيعية من ضم واكتظاظ وأقسام مشتركة للتقليل من خطورة الوضع والذي سيواجه من خلاله تلاميذ ابرياء سنة بيضاء، ولا اعفاء لرؤساء المصالح ببعض النيابات، والذي جعلت النقابات المذكورة تعتبر هذه الجهة جهة منكوبة على جمع الاصعدة، في غياب اية استراتيجية جدية و واضحة وتدخل من طرف الجهات المسؤولة يوقف النزيف ويترجم الشعارات المرفوعة في القطاع على ارض الواقع، وخصوصا عندما يتعلق الأمر بمقاطعة كافة الامتحانات الاشهادية وما لها من عواقب وخيمة على السير العادي للمنظومة التعليمية بالجهة والذي سيكون من ضحايا هذا الاحتقان تلاميذ ابرياء كركيزة للمنظومة التربوية. والذي سيعري المخطط الاستعجالي منذ انطلاقته.
لحسن بلعيد المنعطف التربوي عدد3731 بتاريخ الاربعاء 26ماي 2010 الصفحة 5